في صباح يوم السبت الرابع من شهر رجب عام 1387هـ، فتحت جامعة الملك عبدالعزيز أبوابها لتستقبل أول فوج من طلابها، معلنة بداية صفحة مشرقة في تاريخ التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية. فقد سطّر هذا الحدث لحظة فارقة في مسيرة النهضة الوطنية التي أرساها مؤسس الدولة وموحّد أركانها الملك عبدالعزيز آل سعود، لتنهض على الشاطئ الغربي للمملكة صرحًا علميًا شامخًا وموقعًا متقدمًا للثقافة العربية، يؤكد أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وأن الثقافة لا تغلبها إلا الثقافة. استقبلت الجامعة في عامها الأول النخبة الأولى من الأساتذة والطلاب، حيث ضمّت ثمانية أساتذة متفرغين وأربعة غير متفرغين، إضافة إلى خمس مدرسات. أما الطلاب فبلغ عددهم ثمانية وستين طالبًا وثلاثين طالبة، فيما تكوّن الجهاز الإداري من نحو أربعين موظفًا داخل الهيئة وخارجها. بدأت الجامعة الأهلية مسيرتها ببرنامج التوجيه الجامعي (السنة الإعدادية) الذي ركّز على تنمية أهم أدوات التعليم العالي، وهي اللغات (العربية والإنجليزية) والرياضيات. وفي العام التالي 1388/1389هـ، افتتحت كلية الاقتصاد والإدارة، ثم تبعتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي انطلقت بقسم اللغة الإنجليزية. وقد بلغت مصروفات الجامعة في عام 1387/1388هـ نحو مليونين وتسعمائة وأربعة وستين ألفًا وثمانمائة وسبعة وثلاثين ريالًا سعوديًا، ثم ارتفعت في العام التالي إلى مليونين وستة وسبعين ألفًا وثمانمائة وخمسة وسبعين ريالًا، لتصل في عام 1389/1390هـ إلى ثلاثة ملايين وتسعمائة وستة وثلاثين ألفًا وسبعة وسبعين ريالًا سعوديًا. وانطلاقًا من النهج الذي تسير عليه المملكة في سعيها للتقدم بخطى ثابتة ومتزنة نحو مستقبل أفضل، واصلت الجامعة تطوير بنيتها الأكاديمية لتلبية احتياجات الوطن، فشهدت الفترة ما بين 1390-1391هـ تأسيس معهد الجيولوجيا التطبيقية، إيذانًا بمرحلة جديدة من التوسع العلمي والبحثي.
جميع الحقوق محفوظة, جامعة الملك عبدالعزيز, © 2025
ابحث في جامعة الملك عبدالعزيز