التصوير الطبقي المحوسب
هو أحد وسائل التصوير الطبي التي تعتمد على الأشعة السينية (أشعة إكس) تستخدم في تكوين صورة ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم الداخلية. وتتكون عن طريق عدة صور ثنائية الأبعاد تلتقط حول محور ثابت للدوران ويتميز التصوير الطبقي المحوسب بوضوح عالي جدًا للصورة ويُظهِر تفاصيل العظام بشكل متناهي الدقة بعكس تصوير الرنين المغناطيسي الذي يصور الأنسجة الرخوة بدقة عالية, و تعود تسميتها إلى كون هذه الطريقة تعطى صورًا شعاعية على شكل مقاطع للجسم(cross section) ، يجري التصوير الطبقي المحوسب بواسطة جهاز خاص، يسمى جهاز التصوير الطبقي المحوسب أو الماسحة المقطعية المحوسبة، تتميز هذه الطريقة بدقتها، تعطي صورًا واضحة، ويمكن أن تعطي صورًا لأماكن قد تكون من الصعب تصويرها بالتصوير الشعاعي التقليدي، كذلك يمكن عملها بشكل سريع ودقيق .
مراحل تطور جهاز الاشعة المقطعية.
اول جهاز تصوير بالاشعة المقطعية تم اختراعه بواسطة العالم البريطاني Godfrey Newbold Hounsfield في مختبرات البحوث المركزية لشركة ثورن اي ام اي حيث بدأ بوضع فكرته في 1967 وتمكن في العام 1972 من انتاج اول جهاز تصوير بالاشعة المقطعة وحصل على جائزة نوبل في العام 1979 مع شريكه Allan McLeod Cormack الذي عمل معه فيما بعد.
النموذج الأصلي الذي تم تصميمه في العام 1971 صمم ليتمكن من اخذ 160 مقطع لجسم الانسان وكل مقطع يتم اخذ 180 صورة حول محور الجسم أي صورة لكل درجة ولقد اخذت عملية التصوير أكثر من 5 دقائق. والصور التي تم تجميعها تأخذ حوالي 2.5 ساعة ليتمكن الكمبيوتر من تكوين الصورة.
تم انتاج أول جهاز تصوير مقطعي لتصوير الدماغ وسمي على اسم الشركة EMI Scanner واستخدم في مستشفى اتكنسون مورلي في في ولاية وينبلدون البريطانية واول شخص تم عمل مسح مقطهعي لدماغه كان في العام 1972، و احتاجت عملية مسح مقطع واحد إلى 4 دقائق والزمن المطلوب لتكوين الصورة بواسطة الكمبيوتر يحتاج إلى 7 دقائق لكل صورة. وهذا الجهاز يحتاج إلى وضع الشخص في وعاء خاص مملوء بالماء لتقليل التعرض لاشعة اكس الصادرة من الجهاز اثناء عملية المسح والتصوير.
الصور الناتجة من هذا الجهاز كانت ضعيفة من ناحية القدرة التحليلية Resolution وتبلغ 80*80 بكسيل فقط.
اجيال جهاز المسح المقطعي CT
تصنف اجهزة المسح المقطعية إلى عدة اجيال حسب تطور الية المسح وسرعته والمدة الزمنية المستغرقة لتكوين الصورة، وسوف نستعرض هذه الاجيال ونناقش مراحل تطورها.
الجيل الأول
استخدم الجيل الأول من الماسحات المقطعية شعاع بسمك قلم الرصاص يوجه الى الجسم ويتم رصده بواسطة كاشف واحد او اثنين فقط. والصور يتم تجميعها من خلال مسح دوراني وانتقالي حيث يكون مصدر اشعة اكس والكاشف مثبتان في جهاز يسمى الجانتري gantry ويدوران بالنسبة لبعضهما البعض بحيث يكون جسم الانسان في محور الدوران لهما. وتقدر المدة الزمنية للصورة الواحدة حوالي 4 دقائق حيث يكون الجانتري قد عمل دورة كاملة 180 درجة ثم ينتقل الجانتري لمسح جزء اخر من جسم الانسان. وكان استخدام هذا الجيل يتطلب غمر جسم المريض في حوض مائي لتقليل تعرضه لاشعة اكس.
الجيل الثاني
تم تطوير جهاز المسح المقطعي بحيث زاد عدد الكواشف واصبح شعاع اشعة اكس اكثر اتساعاً ليغطي الكواشف المقابلة له. طريقة المسح لا زالت شبيه بطريقة المسح المستخدمة في الجيل الأول عبارة عن مسح دائرة وانتقالي حول جسم الانسان، وزيادة عدد الكواشف وزيادة اتساع اشعة اكس ادى إلى ان تكون دورة المسح لكل مقطع من مقاطع الجسم تغطي 180 درجة بانتقال 30 درجة بدلا من درجة واحدة كما كان في الجيل الأول مما ادى إلى تقليل زمن المسح.
الجيل الثالث
طرأ تطور ملحوظ على الجيل الثالث من حيث السرعة في الحصول على الصورة، وذلك بالغاء الحركة الانتقالية وجعل الحركة دائرية فقط، مما جعل زمن المسح ثانية واحدة فقط. وللتخلص من الحركة الانتقالية اثناء المسح في الجيل الثالث تم تصميم الكواشف التي ترصد اشعة اكس التي تنفذ من جسم الانسان على شكل قوس مما يحافظ على مسافة ثابتة بين مصدر اشعة اكس والكواشف اثناء الدوران. كما تم اضافة حواجز بين المريض واشعة اكس وبين المريض والكواشف لنضمن حزمة رقيقة من اشعة اكس التي تنفذ الى جسم الانسان مما يقلل من تعرضه للاشعة.
الجيل الرابع
تم تصميم الجيل الرابع مشابها للجيل الثالث من ناحية المسح بحركة دائرية فقط، والاضافة التي طرأت هي على الكواشف التي تم تثبيتها على كامل محيط الجانتري والتي بلغ عددها 1000 كاشف، مما جعل الحركة مقصورة على مصدر اشعة اكس فقط مع ثبات الكواشف لانها تحيط كامل الجانتري. هذا التصميم جعل مسح مقطع كامل للجسم لا يستغرق اكثر من ثانية واحدة.
|