عن العلاج الطبيعي للأطفال





الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .. 


ما أن تنقضي اللحظات الأخيرة من الحمل والولادة حتى تبدأ اللحظات الأولى لحياة طفل جديد تنطلق صرخاته الأولى لتعلن عن استعداده لدخول عالم جديد مجهول. ومنذ تلك اللحظات تبدأ مسؤوليتنا تجاه هذا الطفل، فواجبنا هو أن نقدم له كل ما يضمن حياة كريمة آمنة تلبي رغباته وتحترم احتياجاته، وفي مقدمة ذلك أن يتمتع بالصحة، الصحة التي تعرف بأنها حالة من الاكتمال البدني والعقلي والاجتماعي، وليست مقتصرة فقط على الخلو من الأمراض.
هناك نحو 83 مليون شخص من سكان العالم لديهم تخلف عقلي، منهم 41 مليون لديهم إعاقة دائمة وهذا يعتبر في الترتيب الخامس من قائمة الأسباب التي تؤدي إلى العجز. أما فقدان السمع فيقدر بـ 42 مليون شخص فوق سن الثالثة ويأتي في المرتبة الثالثة إضافة إلى أن العجز الناتج عن شلل الأطفال قد أصاب نحو 10 ملايين شخص وهذا يشكل مشكلة صحية كبيرة.

ما هي الإعاقة؟
مصطلح الإعاقة يعني عدم قدرة الفرد على اكتساب الطاقات الكاملة أو إنجاز المهام أو الوظائف التي تعتبر طبيعية لهذا الشخص لاداء النشاطات اليومية مما يؤدي إلى انخفاض في قدرة ادائة الاجتماعي. في مجال الأطفال فإن هذا المصطلح يعني وجود ضعف أو ظروف صحية معينة التي تحتمل أن تعيق النمو الطبيعي للطفل أو القدرة على التعلم.
وتعني الإعاقة: الظرف المعوق للشخص الناتج عن الضعف أو العجز الذي يحد أو يمنع إنجاز الوظائف التي تعتبر طبيعية (حسب عمره وجنسه وحالته الاجتماعية والثقافية ) لهذا الشخص.


يعتمد العلاج الطبيعي في الأساس على التمارين الرياضية في علاجة للمشاكل الجسدية
والعضلية, وتنقسم تمارين العلاج الطبيعي إلى قسمين أساسين هما:
  
 -1  
تمارين المرونة للعضلات والمفاصل.
 -2
تمارين تطوير المهارات.

تمارين المرونة للعضلات والمفاصل:

تقل حركة الطفل المصاب بشكل عام مما يؤدي مع مرور الوقت لتشوه والتواء المفاصل والعظام نتيجة لزيادة شدة التوتر (التيبس)العضلي المستمر, وبما أن بعض المصابين بالشلل الدماغي يتحسنون تدريجيا مع مرور الوقت بل أن بعضهم يستطيع الجلوس والقيام لوحدة وان كان متأخر لذلك لزم الأمر المحافظة على سلامة المفاصل وأوتار العضلات والعظام وتفادي تشوهها لكي لا يعيق اكتساب هذه المهارات.
وهذه التشوهات تعيق تمريض الطفل وتحريكة ونقلة, وقد تؤدي إلى ألام قد يعاني منها الطفل في المستقبل عند حدوث خلع لتلك المفاصل, لذلك عليك تأدية تمارين المرونة لطفلك يوميا للحفاظ على المفاصل وأوتار العضلات والعظام.


تمارين تطوير المهارات:  والنمو الحركي

تعتمد هذه التمارين على القدرات السابقة التي اكتسبها الطفل, فيكتسب الطفل المهارات تدريجيا بشكل ثابت وان كان بطيئا.
والمهارات الذاتية تعتمد على بعضها البعض فلا يمكن اكتساب مهارات جديدة دون نمو نضج المهارات الأساسية السابقة, فمثلا من المستحيل أن يمشي الطفل قبل أن يستطيع الوقوف, وهو قبل ذلك لم يستطع الوقوف حتى استطاع الجلوس بشكل جيد.
على كل حال فان الأطفال الطبيعيين والمعاقين يكتسبون المهارات بالتدريب والتمرين المستمر وبشكل مستمر ولكن يمتاز الطفل الطبيعي عن المعاق في قدرتة على تنمية مهاراتة بنفسه.
بينما الطفل المعاق يحتاج إلى المساعدة والتدريب من الأخريين تحت إشراف أخصائي العلاج الطبيعي الوظيفي ومشاركة الوالدين, ولتسهيل شرح تمارين المهارات سوف نقسمها إلى قسمين:
1-
تطوير المهارات العامة وتشمل التمارين التحكم بالرأس والرقبة والانقلاب على الجنبين والجلوس والحبو الوقوف والمشي.
2-
تطوير المهارات الدقيقة وتشمل حركة الأصابع في التقاط الأشياء الصغيرة والتعامل معها والكتابة واستخدام الأجهزة المساعدة.

ولكن ما هو دور العلاج الطبيعي للأطفال :
يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتقييم الحركة والتوازن ومن ثم التوصية على التدريبات التي يحتاجها في كل مرحلة عمرية، واختيار الأجهزة المساعدة التي يحتاجها، وكلاهما يساعد الطفل على التكيف مع إعاقته، وإعطاءه الخبرة الحسية والحركية، ومن ثم بناء وتطوير الحركة للوصول إلى نوع أقرب للطبيعي من الحركة من خلال التدريب اليومي المدروس.
يساعد العلاج الطبيعي على تعلم أفضل الطرق للحركة والاتزان الجسمي، ومن ثم مساعدة الطفل على الوقوف والمشي الطبيعي أو باستخدام الأجهزة التعويضية المساعدة كالعكاز أو الكرسي المتحرك، وكذلك تدريب اليدين لاستخدامها في الأكل والشرب.
قد يستخدم المعالج الطبيعي مهارات قد تبدو بسيطة ، وأخرى قد تبدو مضحكة في نظر البعض، مثل الركض ورمي الكرة واستخدام العجلة، وتلك الأساليب الغرض منها زيادة المهارات الحركية وتقويتها من أجل الوصول إلى مهارات معينة وبالتدريج.


أساليب العلاج الطبيعي:
العلاج الطبيعي يتم بأساليب متعددة ، ولكنها ترتكز على أساسين مهمين :
 الحركة الموجبة : 1-وهو ما يقوم به الطفل نفسه
 الحركة السالبة :2- وهي الحركات التي يقوم بها المعالج لتحريك العضلات
هذه النشاطات العضلية تؤدي إلى زيادة قوة العضلات ومن ثم زيادة القدرات الحركية، ومع كل زيادة في المهارات تزداد ثقة الطفل في نفسه كما يزيد تواصله مع المجتمع من حوله، لذلك يجب تشجيعه في كل نجاح يؤديه وعدم اليأس من فشل المحاولة، والكثير من الألعاب قد كيفت ( تم تغييرها ) ليقوم المعاقين بالمشاركة فيها . ويعتبر العلاج الطبيعي من الوسائل التي تساعد الطفل على استخدام عضلاته المعطلة، ويستخدم في ذلك العلاج بالحمامات المائية ، الكهرباء والتدليك ، التمرينات البدنية



كيف يساعد أخصائي العلاج الطبيعي ؟
يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بدراسة حالة الطفل من خلال ما يلي :
تقييم مستوى التوتر العضلي
تقييم الأنماط الحركية وردود الفعل التوازنية
تقييم القدرات الجسدية ومن ثم التعامل معها لتحسين الوضع الجسمي والقدرات الحركية الكبرى
استعادة مجال حركة المفصل والاحتفاظ به من خلال الحركة والتمرين
تقييم طول العضلة و إنجاز تمرينات التمدد وحركة الألياف الطرية لتعزيز العضلة
تنفيذ التقويم الخاص بقوة الحركة
تقييم التوازن والتدريب على الجلوس والوقوف والمشي
إعطاء التمرينات الخاصة بهدف زيادة القوة والتحمل والتنسيق لمجموعة محددة من العضلات أو الجسم كله
تقدير احتياج الطفل للأجهزة المساعدة.



آخر تحديث
2/8/2010 1:32:52 AM