مبتعث من جامعة الملك عبدالعزيز إلى كندا يقود فريقًا طبيًّا في دراسة عن مرض "الهذيان" عند كبار السن
|
توصل فريق بحثي من معهد لوسون للأبحاث الطبية التابع لجامعة لندن- أونتاريو- كندا، يرأسه الدكتور طريف الأعمى أحد مبتعثي قسم الباطنة بكلية الطب- جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إلى أن مرض الهذيان عند كبار السن يصيب واحدًا من بين كل خمسة من كبار السن ممن هم فوق سن الخامسة والستين. والهذيان هو اضطراب عقلي مؤقت يتميز باختلاط أحوال الوعي.
وقد تم نشر دراسة معهد لوسون للبحوث الصحية في الدورية الدولية للطب النفسي لكبار السن.
وقال الدكتور الأعمى:" الهذيان حالة قد تشكل خطرًا على الحياة، وهي تقريبًا تضاعف عدد الوفيات. كما أن الهذيان يزيد من فترة بقاء المرضى في المستشفيات، وينتهي الأمر بالقيام بتمريضهم في منازلهم وذلك بسبب حالة الارتباك التي تلازمهم".
وأضاف قائلًا:" السبب وراء الإصابة بالهذيان غير معروف، لكن يمكن أن يكون ناجمًا عن الإجهاد، أو التواجد في بيئة غير مألوفة للمريض، أو بسبب خضوع المريض للمعالجة بأنواع جديدة من الأدوية. ويعتقد أن للمرض علاقة بالاضطرابات الهرمونية التي تصيب الناس عند إدخالهم إلى المستشفيات".
وقد وجد الدكتور الاعمى وزملاؤه أنه يمكن منع الإصابة بالهذيان عن طريق تناول جرعة منخفضة من الميلاتونين، وهو هرمون ينتجه الجسم وهو مسؤول عن الساعة البيولوجية للشخص.
وفي دراستهم التي شملت (145 ) مريضًا في مستشفى فيكتوريا، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، تم إعطاء المجموعة الاولى عقارًا وهميًّا. أما المجموعة الثانية، فتم إعطاؤها جرعة من الهرمون تعادل الكمية التي ينتجها جسم الشخص بشكل طبيعي.
وقد أصيب 31% من أفراد المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي بالهذيان، بينما أصيب 12% فقط من المجموعة التي اعطيب جرعة عن طريق الفم من هرمون الميلاتونين بالمرض نفسه.
وقال الدكتور طريف الأعمى: " يمثل هذا انخفاضًا كبيرًا. ويأمل الباحثون الآن تكرار النتائج في دراسة أكبر. قد تكون هذه النتيجة اختراقًا، وقد تصبح معيارًا للرعاية الصحية. في الوقت الراهن نعتقد أن هذا أمر معقول جدًّا لإعطاء المسنين في المستشفيات جرعة منخفضة من الميلاتونين ".
وأكد أنه لا يوجد علاج للإصابة بالهذيان. وليس على الإنسان سوى انتظاره. لكن من المهم جدًّا محاولة منع الإصابة به. أما في حالة الاصابة به فيكون الأمر قد انتهى.
|