الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن اللغة العربية الشريفة لها حقَّ علينا حقيقٌ فمن حقَّها: أن نبُلَّها، وأن نرعَى قدرَها في كل منسوبٍ إليها، وأن نسعَى لنجدَتها كلَّما مسَّها ضُر أو حزبها أمر فلُغتنا العربيةُ اليوم في عصر أنماط العَولَمة، وغلبَة عاميَّ اللهجات، وثورة التَّقَنيات، وانفجار المعلومات تحتاج منا إلى عمل مستمر لحمايتها والذب عنها، ولقد كانت لغتنا العربية سببًا لتقارب الأمم التي دخلت في دين الله افواجًا، فتمازَجَت أذواقُهم، وتوحَّدت مشارِبُهم، وأعلَى الدينُ شأوَها، ورفعَ شأنَها.
يقول الفاروق عمرُ بن الخطاب – رضي الله عنه : تعلَّموا العربيةَ: فإنها تُنبِتُ العقلَ، وتزيدُ المُروءةَ.
إن اللغةَ العربيةَ كما قالَ الإمام الشافعيُّ – رحمه الله – أوسعُ الألسِنة مذهبًا، وأكثرُها ألفاظًا، ولها مكانُتها العُظمى في هذا الدين.
ولهذا فمكانتها عظيمة ومنزلتها رفيعة يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله اللغةُ العربيةُ من الدين، ومعرفتُها فرضٌ واجبٌ: فإن فهمَ الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يُفهمُ اللغةِ العربية، وما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجبٌ. ويقول أيضاُ: ومعلومٌ أن تعلُّمَ العربية وتعليمَها فرضٌ على الكفاية. فنحنُ مأمورين أمرَ إيجابٍ أو أمراَ استِحبابٍ أن نحفظَ القانونَ العربَّي، ونُصلِح الألسِنةَ المائلَةَ عنه.
فطوبى لمن خدم لغته الشريفة وأسهم في سبيل إعزازها ورفعة مكانتها وسعى إلى تعزيز قيم استخدام اللغة العربية وغرس روح الانتماء لها، ورفع وعي المجتمع تجاه أهميتها وقيمتها في حياتنا.
معالي فضيلة الشيخ
الأستاذ الدكتور / عبدالرحمن السديس
الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي